التقاذف الحذائي

مرة أخرى يمتثل ومع شديد الأسى نائبين في مجلس الأمة لغرائز العنف لا لفضائل التسامح والتحضر في خطاب الاختلاف.

مرة أخرى تسجل إحداثيات المسيرة النيابية الكويتية صورة مشينة من صور التوحش السلوكي في التعامل بين المختلفين وفي موقع تم بناءه أساساً ليكون حاضنة للاختلاف بالرأي من أجل صقل الحقائق لتتجلى بتشريعات تنفع الناس.

 

مرة أخرى يكون موقع القدوة ، بيت الشعب ، مصدرٌ من مصادر الأذى الاجتماعي ، حيث يستلهم النشء الجديد دروس وعبر التراشق بالأحذية

بين نواب انتخبهم الكبار لتمثيل الشعب، ليصيغه سلوكاً عنيفا يتعامل به في المدرسة أو الشارع أو مراكز التجمعات البشرية.

مرة أخرى لا تردع محاسن  التقوى والتسامح في شهر الصيام، نوازع الغضب والعدوانية لدى أفراد هم محط أنظار الجميع لأنهم يمثلون الجميع أو هكذا يفترض ، فيتحولون بالحوار العقلاني الهادئ والمتبصر ، إلى حوار السباب والشتائم والتلاسن المنتهي بالتراشق بالأحذية (هذه المرة) بعد التراشقات السابقة (بالعُقُلْ وكؤوس الماء).

 إن ما حدث في جلسة مجلس الأمة الاثنين الماضي، هو عمل مستهجن مهما ساق مرتكبوه من تبريرات، أو قاسوا عليه من سوابق، لأنها في مجملها تعد تشوهات في صحائف المسيرة البرلمانية والديمقراطية الكويتية، وليس من المستساغ القول  أن برلمانات أخرى حدث فيها أكثر مما لدينا، لأن برلمانات العالم المتحضر لم تقع فيها تلك الأعمال المشينة، وحتى إن حدثت فلا يجوز القياس على الخطأ.

إن غرس بعض البرلمانات السابقة مع الأسف لأحداث العنف اللفظي والسلوكي التي لم تراع القيم الأخلاقية أثمر امتدادات سلبية على البرلمانات اللاحقة ، وغدونا بعد نصف قرن من الممارسة الديمقراطية، وكأننا  عامدين لتأصيل جملة من التشوهات، ليس أقلها تكريس الطائفية والقبلية والعنصرية والسلوكية، علّها تنفر الناس من الديمقراطية برمتها.!

 

يا نوّاب الأمة اتقوا الله في بلدكم وفي أمانة أودعها الشعب بين أيديكم

وهي الديمقراطية التي هي درعنا الواقي حين تشتد مِم حولنا الخطوب،  وليس بالتراشق الحذائي نؤصل الديمقراطية ونرتقي بها.

 

يوسف عبدالحميد الجاسم

&<634;&<632;&<633;&<638;/&<638;/&<633;&<639;