
(جريدة القبس) فريق العمل: نيفين أبولافي أحمد ناصر – حافظ الشمري – حسين الفضلي الدموع سبقت الكلمات، والمشاعر حبسها الألم، والقلوب اعتصرها الفراق.. إنه رحيل رائد الفن الكويتي والخليجي والعربي، النجم القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي توفي أمس الأول في لندن إثر أزمة صحية شديدة لم تمهله طويلاً، حيث أسلم روحه إلى بارئها بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع والريادة والتميز والرقي. رحيل عبد الحسين كان مدوياً في الساحة الفنية الكويتية، التي خسرت نبض «الكوميديا»، وفقدت ركناً بارزاً من أركان نجومها الرواد، وأيضاً رحيله في الساحة الفنية والخليجية كان مؤثراً جداً، حيث أبرزته كل وسائل الإعلام العربية المرئية والمقروءة والمسموعة. كما كان رحيله في وسائل التواصل الاجتماعي حاضراً بقوة، وتصدر كل التغريدات من المسؤولين والساسة والفنانين والرياضيين وغيرهم. إنه القدر ومشيئة الله سبحانه وتعالى، فلقد حبس رحيل عبد الحسين الأنفاس، انه نهر العطاء الفني الذي لم ينضب يوماً ماً إلا في يوم رحيله. من الولايات المتحدة الأميركية رثى الفنان إبراهيم الحربي الفقيد قائلاً: «كانت صدمة كبيرة بالنسبة لي عند سماع هذا الخبر الحزين، فالفنان عبد الحسين من الناس القريبين مني، ولقد التقيت به في أول لقاء فني معه عندما كنت طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولا أنسى كلماته وحبه وتشجيعه لي في بداياتي، وإن انقطعنا فترة من الزمن لأسباب معينة التقينا مرة أخرى في مسرحية «قناص خيطان» ثم مسلسلي «الحب الكبير» و«التنديل»، وكان اللقاء مختلفاً عن السابق، فلا أنسى كلماته عندما يقول لي إنني رغم ابتعادي عنه يشعر بقربي له، وكان بالنسبة لي أخاً وصديقاً، والتواصل مستمر ولافت للنظر بيننا، وإن غبت عنه فترة بسيطة لا تفوق الأسبوعين كان يسأل عني وبكل حب، ويحمل مشاعر إنسانية تجاهي، ولقد ربطتني به ذكريات جميلة جداً، وفعلاً أشعر بالحزن وكنت أتمنى وجودي في الكويت لأراه. آخر حوار الإعلامي يوسف الجاسم تحدث بلغة مؤثرة من خارج الكويت: «أعزي نفسي وأهل الكويت في رحيل الفنان الرمز اللامع في سماء الفن والثقافة في دولة الكويت، وهذا الإنسان الرائع بكل ما تعني الكلمة من معنى، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال حياته التي استمرت فوق السبعين عاماً من خلال زرع الابتسامة على شفاه ووجوه الكويت بشيابها وشبابها ونسائها ورجالها وكبارها وصغارها، وهو ظاهرة وليس فناناً فحسب، ويعتبر جزءاً من تاريخ الكويت الثقافي والفني والإنساني، ركن شامخ من المنظومة الفنية والثقافية، وقام ببناء مجد كان جزءاً من بلده الذي أحبه، وأصبح نجماً خليجياً وعربياً يشار إليه بالبنان على مستوى الوطن العربي بأكمله، وبفقده نقول لأسرته: عظم الله أجورهم، ونعزي الكويت وأمير البلاد وسمو ولي العهد اللذين أبرقا له إبان أزمته الصحية، وأرى أن الكويت فقدت فعلاً قطعة من جوفها، ولقد تشرفت بالقيام بإجراء آخر حوار تلفزيوني مطول معه في برنامج «مفكرة» الذي سجلته في الحادي والعشرين من يناير مع عام 2016، وبث عبر قناة «المجلس» الفضائية».
ثروة فنية
|