(سبايا الحويني)

كتبت قبل أسبوع حول هرطقات (ياسر الحبيب) التكفيرية واختلاطها بتكفيرات الداعشيين ، وكيف أن كليهما وجهان لعملة شيطانية واحدة.

واليوم يصدمنا (واتس آب) منقول عن أحد شيوخ الدواعش (أبو إسحاق الحويني) يتحدث إلى العامة بلغة فجة يسوّق بها الإسلام بصورة  لو بذل أعدائه كامل جهدهم و أموال دنياهم لتشويهه لما استطاعوا ، حيث قدم ديننا الحنيف لأجيال الصغار من أبنائنا و لأعداء أمتنا بصورة مشوهه قميئة، تكفي أن يلعننا الآخرون من خلالها إلى يوم الدين.

كان يتحدث بلغة الواثق أن المسلمين هم نخبة الله في الأرض حيث منحهم الولاية على من يغزونهم من الأمم الأخرى ، ولمجرد أنهم مسلمون منتصرون فإن ما على الأرض المغزية وتحتها يصبح غنيمة و سبيًا للمسلمين يتصرفون به كيفما شاؤوا، بل ويتعاملون مع الغنائم البشرية كالبهائم يشترون فيها ويبيعون، بعد أن أصبحوا ملكا مطلقا للمجاهدين المسلمين المنتصرين في غزوتهم، ولم يقل لنا (فض الله فوه) كيف يكون حال المسلمين حين يُهزَمون في غزوتهم، هل من حق المنتصرين عليهم أو الصادّين لهم أن يتعاملوا معهم بذات القواعد التي تقيأها ذلك الداعية الذي يعتبر مرجعا للداعشيين وأمثالهم من إرهابيي العصر الذي ابتليت بهم أمّة الإسلام.

يبدو أن (الحويني) لا يعلم أننا نعيش القرن الحادي والعشرين عصر الثورة الرقمية والتكنولوجية وثورة الاتصالات والفتوحات العلمية لا الجهادية، التي ربطت بين الكواكب السيّارة برباط المستقبل لا عنتريات الماضي، وعصر لم يعد فيه مكان لمدّعي الغلبة إلا في العلم، ولا التميز إلا بالنهضة، ولا التفوق إلا في الإنجاز المعرفي والثقافي، عصر انتهت فيه الغزوات وانكفأت التوسعات القائمة على الدعوات الدينية بما فيها امتدادات الخلافة الإسلامية التي تحققت في إطار نشر الدين الإسلامي بين الأمم الأخرى غير المسلمة مثل بلاد فارس و بيزنطه و ما وراء النهرين ، ليعود لكل دولة استقلالها وكيانها وحدودها السياسية والجغرافية ولتكون مملكة غرناطة في الأندلس آخر الممالك الإسلامية في أوروبا عام 1492 ميلادية، أي قبل ما يزيد عن خمسة قرون من الآن.

(أبو إسحاق الحويني) أحد مراجع الداعشيين والظلاميين والإرهابيين والجهلة يقول في محاضرته:

(( إذا إحنا غلبنا، فشيء طبيعي حنفرض أحكام الإسلام على البلد التي دخلناها!! أحكام الإسلام بتقول إن كل الناس الموجودين في البلد أصبحوا غنائم وسبايا :  نساء ، أطفال ، رجال، أموال، دور، حقول، مزارع – كل أولئك أصبحوا ملكا للدولة الإسلامية)) هكذا يقول وكأننا نعيش في عصر الفتوحات!!

(( طيّب : الناس السبايا دول مصيرهم إيه في الشرع ؟ مصيرهم إن همّ كغنائم يوزعوا على المجاهدين المشاركين في الغزوة كل مجاهد يأخذ كام ست،وعيّل، وراجل حيث لا نصيب في الغنيمة لمن لم يشارك في الغزوة وجهادها!!

ويستطرد ذلك الشيخ الآتي من خارج الزمان والمكان بالقول أن (كل راس من هذه الرؤوس له ثمن، فإذا عندي خمسة رؤوس من البشر لست في حاجة لهم، فإنه بدل من أن أعلق لهم المشنقة أبيعهم في سوق النخاسة، لقضاء (زنقتي بقرشين) (هكذا)!! وإذا عندي ذنوب ، فكفّارتها عتق رقبة، فلا بد أن أشتري عبدا سبيّا من سوق النخاسة لكي أتخلص من ذنبي وأعتق هذه الرقبة التي اشتريتها)).

عزيزي القارئ:                

أجهدني الاقتباس من ذلك الحديث المسخ ، وأنهكني نقل هذه الأقوال الشيطانية التي تعكس مآل حالنا كأمة ، هكذا هم بعض شيوخ دينها!! الذين يحقنون عقول الجهلاء بسمومهم ويحولونهم قذائف ومفخخات متفجرة بيننا من كل حدب وصوب، وبانتظار العقلاء من علماء المسلمين للرد على مثل هذا الصرع الفكري المشوّه للإسلام، و أدعو من يرغب بالمزيد للإطلاع على الرابط :   

 ((www.facebook.com/yousif.i.altimimi/videos/877/403189017270))

وأترك الحكم لكم ، وأعوذ بالله من كل شيطان رجيم، وعلى رأسهم (أبو إسحاق الحويني)

 

يوسف عبد الحميدالجاسم    

Email: yousef@6ala6.com

                                                  28 سبتمبر 2015