هل للفالج من معالج ؟

6/6

هل للفالج من معالج ؟

 

تراكمت أمام ناظري وأنا أسترجع أعمالي الإعلامية على مدى الأربعة عقود الماضية في مختلف برامجي التلفزيونية، لأدونها في قناة خاصة على اليوتيوب باعتباره وسيلة التخزين الأكبر والأجدر في عصرنا الحاضر، مجموعة من الانطباعات المؤلمة في غالبيتها وهي تكرار طرح ذات العناوين والقضايا والهموم مع مختلف القائمين عليها والمهتمين بها منذ عام &<633;&<641;&<639;&<635; في برنامج قضايا وردود حتى الاسبوع الماضي وأنا أسجل برنامجي الجديد ( مفكره)، والسبب هو ثبات تلك المشاكل والهموم والقضايا على مدى تلك العقود ثباتا ينبني على تباطؤ الحلول إن لم يكن انعدامها والتراجع فيها وفي مراتبها حيناً بعد حين، وكأن عقارب الزمن لدينا تسير عكس اتجاه الساعة مع الأسف.

 

 فالتعليم والصحة والإسكان و الإصلاح الاقتصادي والفساد والبيروقراطية  على سبيل المثال، قضايا تحولت إلى آفات ثم إلى معضلات، عجز  عن أداء المهمه ويعجز كل من يتصدى لتطوير ما يلزم تطويره منها، ومحاربة ما يلزم القضاء عليه!  

 

ولعل الأسباب فيما تقدم تكمن في ضياع بوصلة الإنجاز على كافة المستويات ، مما جعلنا نحتل مع الأسف المراتب المتدنية في تقارير التنافسية العالمية، بل وحتى العربية والإقليمية، وجعلنا ننظر بحسرة إلى إنجازات الآخرين وكأننا نعيش داخليا فيما يشبه "الجاثوم" الليلي الذي يجثو على  صدورنا ولا نستطيع معه حراكاً ولا إستيقاظا !!

 

الغريب في الأمر أن عجلة الإصلاح الشامل المتوقفة لدينا لم تنفع فيها مضامين التقارير والدراسات والمناشدات المتخصصة من ذوي الخبرة والرأي من داخل الكويت وخارجها ، ولم تدفع بها للأمام كافة الخطابات الرسمية التي تشخص الأوضاع وترسم معالم الطريق ،والتي نستمع إليها سنويا عند افتتاح كل دور انعقاد للفصول التشريعية المتعاقبة، ولم تُجدِ مع المسؤولين أنّات وصيحات التبرم الشعبية من سوء الأداء الحكومي في مختلف الخدمات، وتراكم الاختناقات البيروقراطية كلما ساق القدر مواطنا لإدارة حكومية لإنهاء معاملة له، لتوقعه في حبالها فتستغرق من وقته شهورا في حين تستغرقها في دول أخرى أكثر تطورا منا دقائق معدودة.

 

قيل فينا أننا أكثر الدول درسا وتخطيطا ، وأقلها وأبطأها تنفيذا وأداءً وهو قول حق لا يماري فيه أحد، هذا مع أننا في المراتب الأعلى من حيث الثروة وسعة الإطلاع أو هكذا يفترض

 

عموما هناك بارقة أمل خجولة بشرنا بها الدكتور فهد الراشد رئيس لجنة الكويت الوطنية للتنافسية بالقول أن ترتيب الكويت في عامنا هذا على مؤشر التنافسية العالمي تقدم ستة مراتب من المركز 40 إلى 34 عالميا في محيط 140 دولة، وفي مجال الصحة والتعليم الابتدائي تقدمنا من المركز 82 إلى 79 ، ولكننا لا نزال نقبع في المقاعد الخلفية!!

إننا نأمل بمثل ماشهدنا مراسيم التعيين في المراكز القياديه، أن نرى مراسيم العزل والتنحيه لكلل قيادي وموظف عمومي مسؤول عن عرقلة خطط التطوير والتحديث والإصلاح، فالجراحات الكبرى تحتاج للمباضع الحاده لا للمسكنات والمهدئات، وطريق الإصلاح يسلكه القادرون والموهوبين لا المترددون والفاشلين .

إن تقارير التنافسية العالمية ملأى بما لا يسر ، فهل نحلم في يوم أن نرى للفالج من يعالج؟؟!! 

 

 يوسف عبد الحميد الجاسم