الإعلام المحمول

كان الملتقى الإعلامي العربي (&<633;&<635;) الذي دعانا لحضوره مشكورا صديقنا ماضي الخميس مطلع هذا الأسبوع فرصة لتجديد الهواء في رئتنا كمشتغلين في الشأن الإعلامي.

 الطاقة الإيجابية التي يتحلى بها ( بوعبدالله ) اكتست بها جلسات الملتقى وحواراته المختلفة.

أثبتت مداخلات الملتقى أهمية الإعلام في زمننا الحاضر، وارتباطه اللصيق في حياتنا اليومية ، خاصة عبر الانفجار المعرفي الذي جاء إلى كرتنا الأرضية من خلال التقنيات العبقرية التي حققت الوحدة البشرية من خلال جهازين اثنين يسكنان جيوب أبناء البشر في مختلف أطراف المعمورة (آي فون وسامسونغ ) ومحتوياتهما الآتية من نخب العقول الإنسانية أمثال ( بيل غيتس وستيف جوبز) ومن حذى حذوهما من نجوم تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، التي مثلت الرابط الرئيسي بين أطراف الكرة الأرضية من خلال إعلام (الهاتف المحمول) .

 

أبهرني في هذا الملتقى، التعرف مثلا على عقول فنانين عرب شباب أمثال بلقيس أحمد فتحي الإماراتية  ، وفهد الكبيسي القطري وبشار الشطي وحمود الخضر الكويتيين ، بعد أن  كنّا معجبين بهم كمطربين  وفنانين مبدعين في عالم الغناء والإنشاد، واكتشفنا من خلال المحاورة معهم ، مخزونهم الثقافي الرفيع وتميزهم في التعبير، وفهمم الواعي لمعطيات عالم الإعلام، خاصة أنهم قد أجمعوا على قناعات طالما تحدثت بها أنا و غيري ودافعنا عنها وهي أن الفن الأصيل تنقله وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها لم ولن تخلقه، والإبداع يكمن في مواهب المبدعين لا بتعليقات وتسويفات المدونين التي لن تهز مثلا عروش (العمالقة) أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب واحمد شوقي ونجيب محفوظ وغيرهم من قامات الثقافة والفن والإبداع قديما وحديثا  ، وأن العبقريات الفنية في الموسيقى والغناء والرسم والكتابة والشعر والأدب و كافة صنوف الثقافة ، هي من يثري وسائل التواصل  الاجتماعي لا العكس، وهذه وسائل ناقلة وليست منشئة، كما أن حسابات التواصل الاجتماعي لبعض رؤساء الدول وكبار الساسة والمشاهير في العالم لم توجد بحثاً عن الشهرة بل سعياً نحو التواصل مع شرائح أوسع.

 

الملتقى عرفنا أكثر بمكنونات الطفل القطري المعجزة ( غانم المفتاح ) الذي قهر الإعاقة بعزيمته الخلاقة ورجاحة عقله وصفاء فكره وقوة إيمانه.

 

الملتقى أكد على أن الإعلام في عالمنا اليوم أصبح لاعبا رئيسيا في ملاعب الأحداث لا متفرجا، مُعمّراً إن أُحسِن استخدامه ومدمّراً إن أسيئت طروحاته، وهو مؤثر ومتفاعل لا ناقلٌ ومخبرٌ وحسب، كما أن الإعلام المحمول أصبح مرهوب الجانب خاصة أن غالبية مستخدميه هم (الشباب) الفئة الأكبر من شعوب المعمورة .

 

أفصحت حوارات الملتقى عن أن الإعلام التحريضي والمؤجج، ساهم إلى حد كبير في حالة الاحتراب الكبير في عالمنا العربي من أقصاه إلى أقصاه والذي إن لم يعود إليه وعيه ويتعافى من حالة الصرع المضطربة التي يعيشها فإنه لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وسفك الدماء ، والتخلف عن ركب الحضارة الإنسانية.

 

شكرًا للملتقى الإعلامي العربي وللأخ ماضي الخميس.


يوسف عبد الحميد الجاسم

6 مايو2016