ذكرى سامياً رحل

6/6

ذكرى سامياً رحل

 

في الثالث والعشرين من هذا الشهر مرت الذكرى السادسة عشر لرحيل المغفور له الأستاذ (سامي المنيس) الذي أنفق حياته متفانيا في خدمة الكويت وغدى&<648; رمزاً من رموز تاريخها  السياسي المعاصر، حيث حفرت إيقاعات إسهاماته السياسيه والبرلمانيه والإعلامية والانسانيه والتنظيمية محليا وعربياً وعالمياً معالم لن يمحوها الزمن، وأصداءً ستبقى عالقةً في الذاكرة الوطنية الكويتية، ملؤها التبجيل والتقدير والإعتزاز من الأجيال الكويتيه المتعاقبة لتلك القامة الوطنيه الرفيعه  التي لم يتمكن أحداً من ملئ فراغ غيابها حتى اليوم، وهو فراغ فرضته إرادة الخالق التي لا راد لها في وقت كانت ولا تزال الكويت بحاجة ماسة لذلك الفارس وأمثاله من الرجال النوادر بكل ماتمثل به من صلابة في الموقف وصفاء في السريره ونقاء في الأداء  السياسي ونظافة في اليد قل مثيلها، فأسس بتلك الصفات لمدرسة متفرده في العمل السياسي والبرلماني والتنظيمي والانساني والصحفي ، قامت أساساتها على نبل الإختلاف وأدب الخطاب والثبات على الحق .

لمع اسم المرحوم (سامي أحمد المنيس) في سماء العمل السياسي الكويتي بعد نجاحه في أول انتخابات تشريعية (1963) وهو إبن الواحد والثلاثين عاماً، و كانت زوّادته ملئى&<648; بسلاح العلم وغزارة  تجارب الحياة .

 كان الراحل الكبير صنيعة نفسه وخميرة ظروف نشأته القاسية التي شكلت منه الأنموذج المشرق الذي كرّس حياته كلها متفانياً بخدمة وطنه وشعبه ومتمسكا بمبادئه وقيمه الأخلاقية والوطنية الأصيلة،  ففي عام 1937 حيث توفي والده تربّى سامي الطفل ذو الخمسة أعوام يتيماً في أسرة عريقة امتزج تاريخها بتكوين المجتمع الكويتي الأصيل، وخاضوا غمار البحر والتجارة والمهن والوظائف العامة ،وأبى سامي منذ نعومة أظفاره إلا أن يكون كادحاً يعمل على توفير العيش الكريم لنفسه ولأسرته، فحين بلغ الرابعة عشرة عام 1946 إلتحق في شركة نفط الكويت كعامل آبار وحقول نفطيه في ظروف تلك الأيام القاسية، التي شكّلت وعيه بتبنى قضايا العمال  والكادحين عموما وقضايا عمال النفط خصوصا،ولصيقاً بنبض الناس وهمومهم .

تقلب المرحوم (أباأحمد) بوظائف وأعمال عديدة  ساعيا نحو طلب العيش بعرق جبينه ولم يعرف التعالي أو الإستكانه، ولم يعاني من مركبات النقص أو الخوف من المجهول، فكان الطهر والنقاء والإقدام صفاتً بارزة لازمت سلوكه طوال حياته وحتى وفاته، حيث ترك وراءه سيرة  رصينة عطره كم كنّا نتمنى أن يتأسى بها الكثيرين من حديثي العمل بالشأنين السياسي  والعام.

المرحوم ( سامي المنيس) ورفاق دربه الدكتور أحمد الخطيب والمرحوم جاسم القطامي والأستاذ عبدالله النيباري والأستاذ أحمد النفيسي والمرحوم الدكتور أحمد الربعي وغيرهم من أقطاب  ورواد العمل الوطني النقي تجسدت بأدائاتهم حقبًا هامة من تاريخ الكويت المعاصر دستوريا وديمقراطيا ونيابيا ، وتمثلت بهم صلابة الدفاع عن المكتسبات الشعبية والديمقراطية وما بشّرت بها مرحلة دولة الدستور والقانون من مبادئ الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص.

رحم الله ذلك الرجل السامي الذي أحدث غيابه فراغا كبيرا بحجم عطائه السخي في حياته، ومع كل ظلام يكتنف ساحاتنا السياسية نفتقد بَدْر (سامي المنيس ) المكتمل

وأمثاله من بدور الكويت.

يوسف عبدالحميد الجاسم

&<634;&<632;&<633;&<638;/&<640;/&<634;&<638;