حماك الله يا مصر

كل عام وأنتم بخير، وعساكم من عواده.

قضيت إجازة العيد في القاهرة برفقة طيبه من أصدقاء أعزاء في رحلة سنوية للبلدة المحروسة التي يدخلها الناس بسلام آمنين.

في مثل هذه الأيام قبل ستة وعشرين عاما، دخلت  مصر مع أسرتي الصغيرة ومعشر واسع من مشردي الغزو  العراقي من أبناء شعبنا الكويتي، لاجئين في أحضان أم العرب الحنون، وآوتنا وانتصرت لقضيتنا وقادت أمة العرب لأول خطوات حرب تحرير الكويت في العاشر من أغسطس &<633;&<641;&<641;&<632; حين حسم الرئيس حسني مبارك الموقف العربي بانتزاع قرار مؤتمر القمة المنعقد في ذلك اليوم للانتصار للحق الكويتي وإدانة العدوان العراقي، وإضفاء الشرعية العربية على القرارات الدولية التالية لذلك المؤتمر والتي مثلت منظومة جهود التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة لتحرير الكويت من براثن الغزاة.

في تجوالي عبر شوارع القاهرة  ومروري بفندق سفير الزمالك حيث كان سكني في زمن التشرد ، مرت بذاكرتي أيام منتصف شهر سبتمبر من عام الغزو البغيض وأطفالنا شاخصة أبصارهم عبر الشارع يرقبون أطفال مصر وهم  عائدون لمدارسهم وأطفالنا يتساءلون محزونين : متى نعود نحن لمدارسنا ؟ فنجيبهم بأعين دامعة: عندما نعود إلى وطننا، ولكن متى ؟ لاندري !!

 

استعادت ذاكرتي رجالاً  كانوا كتائب قتال إعلامي  اصطفت بجانب الحق الكويتي  ، متسلحين بإنتاجهم الفني والثقافي والصحفي والفكري للتأثير على الفضاء العربي الموبوء بالطروحات المساندة للعدوان على الكويت من العديد من القوى القومية والدينية والأيدلوجية المضللة التي كانت تسعى لعرقلة الاستعانة بالقوى الدولية لتحرير الكويت.

 ومثلت تلك الكوكبة  من عمالقة الإعلام والفن والفكر والثقافة في مصر العروبة سداً منيعاً أمام دعاوى الباطل آلتي ساندت العدوان العراقي حتى تهيأ لنا التحرير.

تذكرت  من كانوا حولنا في تلك الأيام واستعنا بهم بقدر ما استطعنا من خلال الرابطة الكويتية للعمل الشعبي بقيادة الأخ الكبير عبدالعزيز المخلد وكتائب من الكويتيين المحتشدين حول هدفهم الأوحد وهو التحرير ولا شيء سواه، تذكرت السفير الكويتي آنذاك الدبلوماسي اللامع عبدالرزاق الكندري، والقامة الشامخة رئيس المركز الإعلامي الكويتي المرحوم حمد الرومي.

افتقدت من استذكرت أدوارهم المميزة في جهد العمل الشعبي المساند لجهود التحرير العسكرية والبدو ماسيه التي قادتها الشرعيه الكويتيه في الطائف ، وهم قامات صديقة مخلصة للكويت وشعبها أمثال الراحل الكبير الأخ والصديق وجدي الحكيم وهو كتيبة قائمة بذاتها،  والشاعر العملاق عبدالرحمن الأبنودي والملحن الرائع جمال سلامة الذين جمعتني بهم ومعهم التحضير لأعمال كبيرة وعديدة خلال تواجدي في القاهرة مثل أوبريت الليلة المحمدية ونشر وترويج رائعة الأبنودي العظيم ( الإستعمار العربي) وندوات شارك فيها عمالقة ذلك الزمان أمثال:

 

الشيخ محمد الغزالي والدكتور أحمد عمر هاشم والمفكر خالد محمد خالد وأستاذ الأجيال المفكر الكبير فؤاد زكريا، والمقاتل الأستاذ إبراهيم سعده رئيس تحرير الأخبار والأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام وهرم الصحافة المصرية مصطفى أمين ،  والدكتور سعدالدين إبراهيم والأخ الصديق محمود حربي وجهوده المتوقده لتحشيد الرأي العام المصري لمناصرة الكويت، هؤلاء الكبار وغيرهم الكثير ممن لا تتسع مساحة المقال لذكرهم .

يا مصر الكبيرة والعظيمة حماك الله، كم لكل منا معك وبك من ذكريات خالده

وستبقين على الدوام كنانة الله في الأرض.

                  

 

يوسف عبدالحميد الجاسم

&<634;&<632;&<633;&<638;/&<641;/&<633;&<638;