كي لا تفوت الفرصة

تتيح انتخابات السادس والعشرين من نوفمبر &<634;&<632;&<633;&<638; فرصة تاريخية للشعب الكويتي لتصحيح مسار البلاد وإصلاح أحواله التي تعاني من وطأة تراكمات الاحتقان السياسي وجفوة المتخاصمين وإصطراعهم المؤذي لمصالح الوطن، كما هي تأن من استشراء الفساد المالي والإداري الذي غدا بنيويا في كيانات العديد من المؤسسات الحكومية، وأصبح الشرفاء كالغرباء في أوطانهم.

البلاد تأن من حالة الرسوب التنموي خاصة في بناء الإنسان والارتقاء إلى مستوى ما يليق به من خدمات، والتي انتهت إلى تمدد مشاعر الإحباط وأصبح هو الهم العام للجميع.

ولعلها فرصة يمنحها لنا التاريخ للانتقال بمفهوم التمثيل النيابي  في مجلس الأمة من نطاق الفئوية الضيق إلى رحاب التمثيل الوطني الشامل والقادر على حمل آمال جيل بأكمله بحياة أفضل باعتبار شراكة الشعب في الحكم من خلال سلطته التشريعية والرقابية كما نص عليها الدستور .
الفرصة متاحة لنا خاصة في هذا الظرف الزمني الذي تقف فيه  الصراعات الدولية  بالمرصاد للكيانات الهشة والمفككة والتي لا تقوى على مواجهة التحديات إلا من خلال التنمية والانجاز والتلاحم المجتمعي.

لعله من ظلمة الفساد والإفساد المتوالي الذي تشهدها ساحة المعارك الانتخابية ، فإن عنصرا هاما من عناصر الحسابات والرهانات الانتخابية الحالية كان غائبا أو مهملاً وهو تنامي الوعي الانتخابي خاصة في أوساط الشباب، حيث أنه في هذه المرة تحديداً أصبح رقماً عصياً على من يتحداه في معادلات صناديق الاقتراع، وأن من يراهن على ضعف ذاكرة الناس وقلة وعيهم سيكون رهانه خاسراً لا محالة، ولعل الزحزحة المتوالية التي نشهدها في مراكز الكثير من المرشحين في شتى الدوائر الانتخابية تشي بأن الوعي العام وخاصة الشبابي لن تنطلي عليه ألاعيب السياسيين ولا تطلعاتهم المصلحية  القائمة على أوهام الاصطفاف (القطيعي) الأعمى خلفهم حين يحجمون وحين يقدمون وحين يخططون لمكاسب لهم هنا أو مصالح  هناك، كما أنه لن ينطلي على وعي الناخبين إقحام الدين ومغاليق ومفاتيح الإثم والحسنات بقضية الاستدارة في الموقف والمشاركة في الانتخاب بعد المقاطعة.

إنها فرصة الكويت لإعادة التوازن لأوضاع سياسية طال اختلالها، ولتباعٍد بين الأطراف جعل من العمل السياسي ذو صبغة واحدة واتجاه واحد غاب عنه الاختلاف والتعارض المطلوب للعمل البرلماني الفعّال ، وهي فرصة لإعادة الاعتبار للوعي الشعبي  ولضخ دماء جديدة من العناصر الشابة المؤهلة في جسد البرلمان علها تحّسن إدارة الدفة التشريعية والرقابية بالاتجاه الصحيح لتحقيق الصالح الوطني لا المصالح الفردية، وكّلنا أمل بأنها فرصة تاريخية لن تضيع لأن هناك حزمة من المرشحين الأنقياء بانتظار الفزعة الوطنية لحملهم إلى مقاعد النيابة الحقة .
--------------------
ملحوظة:
كل الشكر لمعالي وزير الإعلام والشباب الشيخ سلمان الحمود والأستاذ كامل عبد الجليل أمين عام المكتبة الوطنية، للتحشيد الرائع الذي جرى الاثنين الفائت لتدشين كتاب عميد الإعلام الكويتي الأستاذ محمد السنعوسي حول تلفزيون الكويت تاريخ وحكايات، فكان ذلك الحشد بمثابة تكريم واحتفاء بتلك القامة الإعلامية الباسقة وسط  حضور راق من وجهاء البلاد وكوكبة من نجوم الفن والإعلام من أبناء جيل المحتفى به  والأجيال اللاحقة، وتحية لحرمه الفاضلة الأخت باسمه سليمان التي وقفت خلف نجاحاته وإبداعاته طوال مسيرة حياته.


يوسف عبدالحميد الجاسم
&<634;&<632;&<633;&<638;/&<633;&<633;/&<633;&<640;