قلق بو ناصر

نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية  الأخ  الفاضل أنس الصالح  ألقى بحجر كبير في مياهنا المحلية الغافلة عن حقيقة ومدركات المخاطر الاقتصادية المتربصة بالكويت على ضوء التراكمات المتواصلة للسياسات والتصرفات الحكومية والبرلمانية القائمة طوال العقدين الماضيين على مبدأ( اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب!!).

 ( بوناصر) في حديثه لمجلة (أريبيان بيزنيس) لم يكشف سرّاً، بل ردد واقعاً أليماً طالما حذّر منه أهل الاختصاص  في ظل اقتصاد ريعي آحادي المورد ينخر فيه الفساد من كل حدب وصوب ويشهد انتكاسات تليها أخرى بسبب تراجع الأداء التنموي العام .

 

وإذا كان الوزير الشاب  لا يلام على قرعه الجرس المدوي ولا على تحذيره المعجون بالقلق المشروع، فإنني  أطرح ما يدور في خلد الناس من تساؤلات  :

 

*  ألم يكن ولا يزل تحت يد الحكومة أطناناً من دراسات البنك الدولي وتوني بلير وماكينزي ولجان تصحيح المسار الاقتصادي ودراسات المستشارين والخبراء والمصلحين الاقتصاديين التي قُدمت  (كروشته) للتعامل مع الأزمات الاقتصادية قبل وأثناء وبعد وقوعها؟

 

*لماذا حكومات ما قبل الغزو وبعده وهي المناط بها تسيير شؤون الدولة والحفاظ على أمنها الاقتصادي ترددت بتطبيق توصيات تلك الدراسات وتراجعت عن تطبيق رؤاها الاقتصادية والتنموية  وبناء الإنسان الناضج علميا والمنتج عمليا، وعينها فقط على التوازنات والترضيات  والصفقات السياسية بين الحكومة والمجلس على حساب الاهتمام بالتصحيح الحقيقي للمسار الاقتصادي.

 

*أوليس صحيحا أنه بيد حكومتنا ومجلسنا أدوات فعاله  لمحاربة الفساد والبيروقراطية المعيقة للتنمية والتطوير ولكنها لم تُفَعّل أو فُعّلَت 

على استحياء ودون إقدام وإرادة حقيقية على الإصلاح مثلما يجري في محيطنا القريب وليس البعيد؟!

 

*لماذا يقلق وزرائنا بشأن تراجع التعليم والصحة والاقتصاد والتنمية وفرص العمل  وهم ضمن حكومة قادرة على حشد أغلبيات نيابية لتمرير مشاريع معيّنه متى ما أرادت!، وإجهاض استجوابات ومشاريع قوانين محدّده إن رغبت ! وهي حكومة قادرة على الكر متى ما اشتهت والفر متى ما عنّ لها كسب رضا البرلمان والنَّاس في حاضرهم، أما الغد فمتروك لعلم الغيب! ؟

 

*هل الناس مسئولون   عن تراخي الحكومة في محاربة البيروقراطية التي جعلت من الكويت بيئة طاردة لا للمستثمرين الأجانب فحسب بل والمحليين أيضا إلا المحظيين منهم ؟ وهل هم مسئولون عن تفشي الفساد والرشى وطغيانها في كافة مفاصل الدولة؟ 

 

*هل الناس هم المعنيون بخلق الانتفاخ الإداري العجيب بإنشاء أربعين هيئة وجهاز خارج إطار الخمسة عشر وزارة بكلفة مليارية لم ينزل بها الله من سلطان ؟ وهل هم معنيون بالتعيينات البراشوتية ووضع الرجال غير المناسبين في العديد من المواقع والمسؤوليات التي لا تناسب خبراتهم ومؤهلاتهم أم الحكومة هي المعنية والمسئولة عن إحباط الغالبية من البشر وإحساسهم باختلال موازين العدالة !

 

إن مفاتيح إزالة قلق وزرائنا وقلقنا جميعا على مستقبل أبنائنا بيد الحكومة والبرلمان ، وهما المسئولان عن الانتقال بالدولة إلى المرافئ الآمنة، قبل أن نصير إلى حال اليونان أو فنزويلا  (إفلاس بعد رخاء) لا قدر الله . فهل من مذكر؟

------------------

همسه:

كم أبهجنا وضع صاحب السمو الأمير والرئيس التركي حجر أساس المطار الموعود، والله يعطينا العمر لتقر به أعيننا بعد ست سنوات ،دعواتكم..

 

يوسف عبدالحميد الجاسم

   &<634;&<632;&<633;&<639;/&<637;/&<633;&<634;